الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

ثورة القسام


ثورة القسام
عام 1355 هجري /1935 ميلادي


في هذا العام استطاع الشيخ أمين الحسيني قيادة مؤتمر علماء فلسطين في القدس وقد استطاع أن يجمعهم تحت إمرته وبدأ بمزيد من التحرك السلمي وبذلك جمع الأحزاب الفلسطينية في مذكرة واحدة تم تقديمها للمندوب السامي البريطاني حاكم فلسطين  طلب فيها وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنع إنتقال الأراضي الفلسطينية وإعادة تشكيل البرلمان وإنشاء حكومة فلسطينية مستقلة, كما أنشأ حركة جهادية سرية والتي بدأت ثورتها في شهر 10 من العام نفسه وكانت خطة الشيخ عز الدين القسام (والذي استمر بالتخطيط له قرابة العشر سنوات) أن يبدأ من جبال جنين (قرب حيفا) حتى يصعب القضاء عليها ثم يتم الإعلان عنها في مدن عدة في نفس الوقت ومن ثم يتم تحرير حيفا وتعلن منها الحكومة الوطنية وتكون البداية .

لقد كان مخطط عز الدين القسام في منتهى الإحكام وقام بتوزيع المهام وأمر بعدم إتخاذ أي إجراء إلى أن يعطي إشارة البدء وجعل ينتظر لحظة غفلة أو إنشغال من بريطانيا ليعلن ثورته المسلحة .


وقد باءت خطته بالفشل بسبب حادثة قتل اليهودي وذلك عندما كان أحد أنصاره الذي كان مرابطا هو وزملاؤه في موقعهم فمرت دورية فيها ضابط انجليزي وآخر يهودي فقام الحماس بقلب الشاب فهجم على الدورية وقتل الضابط اليهودي . مما جعل بريطانيا تشعر بنذير الخطر القادم, فحركت قوتها إلى المناطق الجبلية حيث تعرضت الدورية إلى الهجوم واصطدمت القوات البريطانية مع قوات المجاهدين, ولأن الموعد لم يحن لإعلان الثورة بعد ولم يكن الوقت ولا المكان مناسبين ولإنعدام الإتفاق وخطة البدء, مما أدى إلى تخبط القوات القسامية !!
ما حدث لفت نظر بريطانيا إلى حجم الترتيبات العسكرية المسلحة المتخفية في المنطقة فاستدعت قواتها من كل أنحاء فلسطين وقصفت بالطائرات والقنابل أماكن تمركز المجاهدين وطوقت الجبال وقاتل عز الدين وأتباعه قتالا عظيما لكن البريطانيين كانوا يحصدون المجاهدين حصدا..



بتاريخ 20/11/1935م طلب البريطانيون من عز الدين الإستسلام فرفض وقال عبارته الشهيرة : هذا جهاد نصر أو استشهاد..
وبقي صامدا مع 15 من المجاهدين ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين لستة ساعات مما أدى إلى استشهاد الشيخ عز الدين القسام وبعض المجاهدين وأسر الباقين وقضي على الثورة ولم يكتب لها النجاح.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق